السبت، 14 نوفمبر 2015

العمارة: التطور بين الحضارات وظاهرة الاقتباس

فن البناء والتعمير قديم قدم الإنسان، وهو في أصله تلبية لحاجة أساسية من حاجات الحياة، لكنه في الوقت نفسه نتاج غني لكل مايصنعه الإنسان وينتجه، ويعبر فيه عن ذوقه وفكره وميوله وقد اختلفت أوصاف هذا النتاج باختلاف الزمان والمكان، وأسهمت الثقافة والعقيدة الدينية التي تؤمن بها الأمة في تكوين فنونها وأعمالها المعمارية.

إن الطابع المعماري أو مايسمي بالطراز أو النسق المعماري/ ماهو إلا نتيجة طبيعية لعدة عوامل مشتركة ومتفاعله مع بعضها، مصهورة في بوتقة الانتفاع الكامل للمبني، واساليب البناء ومواد الإنشاء، وطبيعة الأقاليم أو المنطقة ثم التقاليد والعادات، هذا بالإضافة إلي العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والروحية ومستوي الثروة المحلية.
وعلي ذلك فإن العمارة هي مرآة تعكس آمال الشعب ونهضته وتطوره ورقيه، وهي الحياة التي عاشت في عالم الأمس، وتعيش اليوم، وستبقي حية في المستقبل.

تعتبر أعمال البناء والتعمير من أهم مظاهر الحياة والرقي لدي الأمم، الطابع الممير لحضاراتها، تبذل من أجلها الجهود والأموال نحن نري اختلاف الفنون المعمارية فلكل منها صفاته الخاصة وشخصيته المميزة، وبالرغم من ذلك فإن أوجه الشبه تظل قائمة بين فنون الأمم عبر العصور ذلك أن المبتكرات الفنية والتقنية تتسرب من بلد إلي آخر عبر الحدود ويجري اقتباسها وتطويرها قليلا أو كثيرا.
الاقتباس وتمازج الثقافات بين الأمم ظاهرة عامة، تشتد وتقوي كلما زادت الصلات ورقت الحواجز، بل هي أشد ماتكون ظهورا في عصرنا الحديث الذي تتبادل فيه أمم العالم المبتكرات والمعارف والتكنولوجيا.
وإذا عدنا إلي الحضارات القديمة وجدنا كثيرا من الاقتباس والتقليد فيما بينها، فالرومان الذين برعوا في الانشاء والتعمير قد ورثوا فنون اليونان، كم دانت فنون اليونان والفرس قبلهم بالكثير إلي حضارات الشرق العربي الموغلة في القدم، والمقصود في ذلك الحضارات التي ازدهرت في بلاد الرافدين والشام ومصر، قبل آلاف السنين.

علي سبيل المثال الأنظمة الخمسية التي وجدت في العمارة الرومانية القديمة ثم اقتباس ثلاثة منها من العمارة اليونانية التي سبقتها، كما أن بعضا من عناصر العمارة اليونانية ثم اقتباسها من العمارة الفرعونية القديمة.
لقد كشفت أعمال التنقيب الأثرية التي أجريت في العديد من المواقع في بلاد الرافدين وسوريا عن آثار معمارية هامة ترجع إلي ثلاثة آلاف سنة، وقد أنشأ معظمها أقوام من بينهم شعوب بابل و آشور وكنعان وغيرهم وكان نتاج هذه الشعوب القديمة ومبتكراتهم أثر كبير علي تطور الفنون المعمارية.
وقد اقتبس الإغريق رواد الحضارة الكلاسيكية عنهم الكثير كما اقتبس عنهم في المشرق الفرس وغيرهم...

الجمعة، 13 نوفمبر 2015

القياس الإنساني The Human Scale

نظرا لأن التصميم المعماري علم وظيفي يخدم الإنسان واحتياجاته المختلفة لذلك يجب أن يكون قائما علي وظائف الإنسان وأبعاده المختلفة، حيث تعتبر ابعاد الشكل الخارجي للإنسان وحيزاته في الأوضاع المختلفة ذات أهمية كبيرة في التصميم المعماري للمشاريع. سنوضح الأبعاد الحركية للإنسان العادي وذوي الاحتياجات الخاصة في الأشكال الآتية:







الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

كيف تصمم مشروعا معماريا ناجحا ؟

إن كثيرا من طلبة العمارة والمصممون المعماريون يتساءلون في كل مره يواجهون تصميما معماريا لمشروع ما بسؤال تقليدي وهو :
كيف تصمم مشروعا معماريا ناجحا ؟
إن أول مرحلة لأي مشروع تصميمي يبدأ عادة بالتعرف علي بيئة الموقع ودراسة المشاكل القائمة ومتطلبات البرنامج المعماري ثم يقوم المصمم بتحليل ذلك وبعدها يهتدي إلي عمل الفكرة المعمارية المناسبة للحل التصميمي للمشروع المعماري علي هذا الموقع.

فالتصميم فوق ذلك يعد تصرفا إراديا بهدف محاولة حل مشكلة المشروع المعماري علي أرض موقعه في نطاق الحالة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية في وقت متزامن علي أساس عمل منظومة متوازنة بين مجموعه المعايير الوظيفية والجمالية والانشائية والتعبيرية التي تضمن للمبني تأدية وظيفته بصورة تكفل راحة المستعملين له وفي الوقت ذاته إقناعهم بتجربة إدراكية وفراغية بصرية متميزة.
ففي بادئ الأمر يوثق المصمم الفروض والمشاكل القائمة في المشروع المراد تنفيذه ويحدد مضمونه بعد تجميع كافة المعلومات المتصلة به.
وهذه تعتبر المرحلة الحرجة في لغة التصميم المعماري حيث أن طبيعة الحل له علاقة بالمشكلة القائمة وهذا يذكرنا بقول الشاعر الدانمركي بيت هاين (Biet Hein) في مأثورته الشعرية " إن الفن يحل المشاكل قبل وقوعها وأسلوب طرح السؤال يعد جزءا من إجابته كما إن عمق ومدي لغة التصميم سوف تؤثر في تفهم المشكلة وحلها".....